العلاقة الجنسية الصحية والمناسبة(المرضية)، تعد من أركان الحياة الزوجية المشتركة. معظم الأزواج الشباب يواجهون بكثير من المشكلات بسبب عدم المعرفة والاطلاع على أساليب تشكيل العلاقة العاطفية والحميمة (الجنسية). مع الأسف تتحول هذه المشكلة أحيانا إلى أزمة ومن الممكن أن تؤدي إلى الانفصال وتهدم الحياة الزوجية. واحدة من هذه الفترات الحساسة في العلاقة الجنسية بين الزوجين، هي فترة مابعد الولادة.
أيام بعد الولادة وفترة الرضاعة، يمر كل من الرجل والمرأة بتجربة جديدة. تحدث تغييرات كثيرة جسدية والنفسية في جسم الأم؛ لهذا تتأثر العلاقة الجنسية أيضا. هناك ملاحظة هامة وهي أن المرأة بعد الولادة، تشعر بالتعب والإرهاق والاكتئاب. لهذا العناية وإدراك ظروف المرأة خلال هذه الفترة، تؤثر كثيرا في تعزيز العلاقات العاطفية وتعتبر الخطة الأولى للعودة إلى الحياة الطبيعية. على الرغم من أنه يمكن أن تكون المرأة جاهزة للعلاقة الجنسية بعد الولادة، لكن من الممكن ألاتكون مستعدة نفسيا.
كم من الوقت تحتاج المرأة بعد الولادة حتى تكون جاهزة لاستئناف العلاقة الجنسية؟
الرحم والأعضاء التناسلية الأخرى تحتاج إلى حوالي أربعين يوم بعد الولادة حتى ترجع إلى حالتها الطبيعية. لهذا يوصى تأجيل استئناف العلاقة الجنسية حتى 6 أسابيع على الأقل. لقد تم ذكر هذا الأمر في الإسلام منذ 1400 سنة أنه يمنع (حتى ذكر البعض أنه حرام) الجماع مع النفساء حتى أربعين يوم. المذهل أن هذا الموضوع تم إثباته علميا وأدى هذا الأمر إلى اعتناق طبيبة أمريكية إلى الإسلام. لقد وجد العلم الحديث بأن العلاقة الجنسية حتى أربعين يوما بعد الولادة، يؤدي إلى العدوى في المرأة؛ لأن عنق الرحم مازال مفتوحا ومن الممكن أن تتسرب العدوى إلى الرحم.
قصة الطبيبة الأمريكية التي أسلمت بعد ولادة امرأة مسلمة تحت إشرافها
الجماع المبكر قبل انقطاع النزيف والتئام الجروح، يؤدي إلى الصدمة إلى الغرزات في المهبل(في الولادة الطبيعية) والبطن(في الولادة القيصرية) ومن الممكن أن تسبب مشاكل لها منها العدوى التناسلي أو حتى الاكتئاب.
الملاحظة الأخرى أن الرضيع، يحتاج إلى العناية الفائقة والأم لاتنام كثيرا وهذا الأرق يؤثر سلبيا على رغبته الجنسية من جهة والرضاعة حوالي كل ساعتين أو ثلاث ساعات والهرمونات الموجودة في جسمها خلال هذه الفترة من جهة أخرى تقضي على رغبتها الجنسية. الأرق يؤثر أيضا على رغبة الرجل الجنسية.
أسباب انخفاض أو عدم رغبة المرأة في العلاقة الجنسية بعد الولادة
لقد ذكرنا بعض الأسباب لقلة الرغبة أو فقدانها للعلاقة الزوجية خلال الملاحظات. هنا نذكرها بالتفصيل:
الشعور بالألم خلال العلاقة الزوجية
الشعور بالألم خلال العلاقة الحميمة، سيكون بسبب عدم التئام الغرزات بعد الولادة. من الممكن حتى أن تفقد المرأة رغبتها في النشاط الجنسي بعد التئام الجروح.
التغيير في مستوى الهرمونات
من أهم التغييرات الهرمونية بعد الولادة، انخفاض مستوى هرمون الإستروجين الامر الذي يؤثر على إفرازات مهبلية وحتى يستطيع أن يؤدي إلى جفاف المهبل والجماع المؤلم.
العناية الزائدة إلى الطفل
هناك بعض الأمهات، يشغلهن الاهتمام الزائد بالمولود الجديد عن العناية بالزوج والحياة الزوجية. إهمال الوظائف الزوجية من قبل المرأة، من الممكن أن يؤدي إلى الإحباط في الرجل.
القلق من الوضع الجسمي
هناك بعض النساء يشعرن بخجل والاضطراب بسبب التغييرات في المظهر والوزن ولهذا يعرضن عن العلاقة الزوجية.
التعب والإرهاق
الحمل والولادة يسببان إرهاقا كثيرا في المرأة. المسؤولية، العناية إلى الطفل والخلل في النوم المنتظم والكافي تسبب المزيد من المشاكل منها انخفاض الرغبة الجنسية. يجب إعطاء فرصة للأم حتى تنام وترتاح لعدة ساعات.
الاكتئاب ما بعد الولادة
معظم النساء، يجربن فترة من الاكتئاب ما بعد الولادة خاصة في الأيام الاولى بعد الوضع والولادة الأولى. فقدان الرغبة الجنسية أحد أبرز أعراض هذه المشكلة.