مضاعفات الإفراط في استعمال مطهرات اليد على الجسم

في ظل الخوف والهلع المنتشر في العالم جراء تفشي جائحة الكورونا الذي أدى حتى الآن إلى إصابة ووفاة الملايين في العالم. على الرغم من كشف التطعيم له حاليا، زاد نسبة استعمال مطهرات اليد لتعقيم الأيدي. مع استمرار بقاء المرض وارتفاع نسبة المصابين والضحايا، زادت نسبة استعمال مطهرات اليد للتعقيم والوقاية من الإصابة بفايروس كورونا بشكل هيستيري حيث أدى إلى تحذير خبراء الصحة بأن مضاعفات والآثار الجانبية للإفراط في استعمال المطهرات قد تتجاوز أحيانا خطر فايروس الكورونا وما يفعله في الجسم. كما أن الإفراط في استخدام مطهرات اليد والمعقمات المحتوية على الكحول للحماية ضد الجراثيم ومسببات الأمراض، من الممكن أن يعمل عكسيا يعني يزيد خطر أنواع العدوى مثل التهابات الجلد وأمراض المعدية المعوية وكذلك التسمم الكحولي في الأطفال لأن هذه المطهرات تحتوي على نسبة تركيز تفوق 60% من الكحول.

أضرار الإفراط في استعمال مطهرات اليد القائمة على الكحول

هناك مضاعفات مختلفة للإفراط في استعمال مطهرات اليد الكحولية من التسمم الكحولي في الأطفال والجفاف وشيخوخة الجلد والتهاب المعدي المعوي وضعف جهاز المناعة نوضحها في التالي:

ظهور سلالة من البكتيريا والجراثيم المقاومة للمطهرات ومضادات الحيوية

على الرغم من أن مطهرات اليد شيء في متناول اليد والكثير يعتبرون تعقيم اليدين بالمطهرات الكحولية بديلا رائعا لغسل اليدين بالماء والصابون خاصة في السيارة أو عند التسوق وإلخ  إلا أن المطهرات لاتقضي على جميع البكتيريا والجراثيم والفيروسات وبهذا يؤدي إلى مقاومة الجراثيم والفيروسات تجاه مضادات الحيوية.

التهاب الجلد الحاد والمزمن

كثرة استخدام المعقمات تؤدي في مراحلها الأولى إلى الجفاف، احمرار الجلد، رشوح مائية والفقاعات، التهيج والحرق وإذا لم يتعالج تؤدي إلى الجفاف الشديد، الإكزيما، الجرح والتشقق بين الأصابع و حتى النزيفنتيجة زوال زيوت الجلد الطبيعية .

أحسن بديل وعلاج لهذه الحالة ارتداء القفازات، غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، تدهين اليدين بالفازلين أو المراهم المحتوية على الكورتيزون. يجدر الذكر أن الاستفادة من إبر المحتوية على الكورتيزون تضعف الجهاز المناعي في الجسم.

ضعف الجهاز المناعي

الجهاز المناعي في الجسم يقوم تلقائيا بمكافحة الأمراض والبكتيريا أو الفايروسات أو كل شيء خارجي. عندما  نستخدم المعقمات بشكل مفرط ، لايبقى شيئا يهاجمه الجهاز المناعي ويقضي عليه أو يعمل ضده وهذا يؤدي إلى تضعيف وظيفة المناعة البَشَرية وضعف الجهاز المناعي.

التهاب معدي معوي

لقد أفادت بعض مراكز العناية بالأطفال والمسنين بأنه ارتفعت نسبة انتشار التهاب معدي معوي في هذه المراكز على الرغم من استخدام مطهرات اليد. النوروفيروس هو السبب للإصابة بهذا المرض ومن أعراضه الإسهال، التقيؤ وآلام البطن. هذا فضلا عن تأثير الكحول والمطهرات المتبقية على اليد التي تدخل البطن وكذلك عدم تأثير الكحول على هذا الفيروس وأيضا اللجوء إلى المعقمات بدل غسل اليدين.

التسمم والصدمة إلى الرئتين

مزج الكحول مع مبيضات المركزة يؤدي إلى التسمم والتهاب الشعب الهوائية وظهور أعراض تشبه الربو ومن الممكن أن يضر الرئتين وهذا يزيد من احتمال الإصابة والصدمة  من فايروس الكورونا.

كما ذكرنا في بداية المقال، تحتوي المطهرات على نسبة تركيز 60% وأكثر من الكحول وهذا يؤدي إلى تسمم الكحولي خاصة في الأطفال.

جفاف البشرة وتعجيل شيخوخة الجلد

الإيثانول، الآيزوبروبيل والبروبانول من الكحولات الأكثر استخداما في المطهرات وتؤدي هذه الكحولات إلى الجفاف في الأيدي وتجرد الجلد من الزيوت الطبيعية مما يسبب في تهييج وجفاف الجلد وتلف خلاياه أو ما يسمى بشيخوخة الجلد.

الملاحظة الهامة التي يجب العناية بها، هي استخدام الميثانول بدلا من الإيثانول في إنتاج مطهرات اليد يزيد من حدة المضاعفات وهي التهاب الجلد، تهيج العيون، وتهيج الجهاز التنفسي العلوي وكذلك الصداع.

مضاعفات الإفراط في استعمال مطهرات اليد غير الكحولية

هناك مطهرات يد لاتحتوي على الكحول، بل على مركبات مضادة للفطريات والبكتيريا  مثل التريكلوسان (Triclosan) والتريكلوكربان (Triclocarban) وتستخدم في تعقيم اليدين واستعمالات صحية أخرى. التريكلوسان عنصر يمتصه الجلد ويدخل مجرى الدم وفي حال استعماله لفترات طويلة من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات مختلفة مثل:

• ارتفاع احتمال مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أو خلق سلالة مقاومة للمضادات الحيوية
• تضعيف وظيفة المناعة البشرية والجهاز المناعي
• الاضطراب الهرموني في الجسم الذي يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات والأمراض
• اضطراب في إفراز الغدد الصماء
• زيادة نسبة الحساسية في الجلد
• تأثير على الخصوبة والهرمونات الجنسية
• تأثير على نمو الجنين 
• ارتفاع معدل ظهور أعراض الربو ومايشبهه بسبب الصدمة إلى الرئتين
• ارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان وتعزيز نمو الخلايا السرطانية خاصة سرطان الثدي والبروستاتا
• ضعف العضلات والآثار العصبية السيئة